معاناة وأمل: كيف تغيرت رؤيتي للحياة في يوم واحد"*
1. **المقدمة**:
كاد قلبي ان ينخلع خوفا علي صغيرتي ذات الخمسة اعوام و انا في طريقي بها لاحدي المستشفيات لإجراء جراحة صغيرة كنت احتضنها و نفسي تحدثني بالعديد من الكلمات و الافكار ما رأيكم ان اروي لكم تفاصيل هذا اليوم ؟
2. **وصف التجربة الشخصية**:
كان خوفي الشديد علي ابنتي لأن مرضها شبه مزمن و يضطرني الي اجراء المناظير لها بشكل دوري و منظم و ما كان يزيد قلقي هو صغر سنها و حجمها كان يتلعثم لساني بالدعاء و تزداد حركتي قياما و جلوسا كنت اشعر بكل الأحاسيس مختلطة بينما. أنا أدعو لها الله ان يسلمها و يعافيها و انظر الي مشكلتي بعدسة مكبرة و اشعر انني اتحمل كتيرا. كل ذلك اختلف و انا في صالة الانتظار
3. **المواقف الإنسانية**:
- و انا في غرفة الانتظار اردد بعض الدعاء و القلق يقتلني خوفا ان احتاج الي جراحة كبيره وجدت سيده تبكي بكاء بحرقة شديده و تتطلع في وجوه الناس و ترفع يدها للسماء ثم تنهار بكاءا
اخذني فضولي لمعرفة ما بها. ربما استطعت مساعدتها جلست قليلا ثم تم فتح باب غرفة العمليات لتتسلم صغيرها ذو الخمسة اعوام ايضا لكنه ضعيف للغايه جسديا سالتها اجابت ان ابنها محمود عنده جراحة الان لكن الاطباء بعد ان جهزوا كل شيء استشعروا الخطوره و ان الجراحة ربما تكون فيها نهايته سألتها هل هو طبيعي فأنا اري مدي ضعفه قالت لي انه يعاني من ضمور في العضلات و انه لديه مشكله صحية كبيرة تحتاج لاجراء منظار الان علي الاقل و قد تجهزت لذلك لكن الأطباء اكتشفوا هبوط بالقلب و يخافون من مشكلات التنفس اثناء الجراحة لظروف الولد الصحية
قولت لها اهدئي و سلمي الامر لله و انتظري نفكر في الامر و نعرضه علي اكثر من طبيب بالفعل اعطيت لها رقم الطبيب المعالج لابنتي و عنوانه و نسيت تماما مشكلة بنتي بكل صدق كنت اعيش معها ظروفها هي بسيطه للغايه لا تجيد القراءة لكني ما كنت اعرف ان اتحدث اليها دقيقه دون مقاطعة فقد انهالت عليها المكالمات وكانت تجعل الصوت مرتفع فاسمع معها إحداهن تقول لها يا صفاء هاتي ابنك و تعالي بلاش تغامري به و ربنا كريم. فتقوم بخلع ملابس العمليات من فوق محمود وتبدل ملابسه بملابس الخروج ثم يهاتفها اخو زوجها و يقول لها كل الجراحات خطيرة توكلي علي الله و سلمي له الامر تعود مره اخري و تبدل ملابس محمود و هكذا عدة مرات و انا استغرب موقفها لكني اقدر مشاعرها جدا اتمني اساعدها لكن كيف؟
تكلمت معها و حاولنا محادثة طبيب ابنتي الا انه كان في غرفهً العمليات و بنتي في انتظار دورها للدخول
الي ان جاءت لها مكالمة تبلغها ان اخوها في طريقه اليها و كانها وجدت طوق نجاة تهدأ و تنفعل جاء اخوها ليجري بعض الاتصالات بجراحين اخريين لتجميع العديد من الاراء و هو يجري محادثاته خرجت الممرضه لتسألها عن رأيها النهائي للمرة الثالثه و سألتها : هل ان لم يجري الجراحة هناك خطورة. ؟ قالت لها وراد جدا ان يتحول الامر لشيء ليس حميد و مع ضعف المناعة يتفاقم الامر وجدتها دون تفكير تقول لها توكلنا علي الله هو الحافظ و لا تردد غيرها دخلت ابنتي العمليات و رجع قلقي لكن بشكل اقل من الاول .
خرجت ابنتي و اضطررت للذهاب لغرفة الافاقة احتضنت صفاء و قلت لها استبشري خيرا لكني كنت اخاف علي محمود خاصة انهم قالوا غالبا يحتاج لرعاية مركزه الا انني وجدتها تدخل به غرفة الافاقة و ابتسامتها تملأ وجها و عيونها مغمضة من كثره الدموع تضحك و تبكي وسط فرحة عارمة من الجميع و من كل طاقم التمريض لكن للاسف تعرض لهبوط في الاكسجين وتدارك الاطباء هذا الامر لكني اضطررت لتكملة اجراءات خروج ابنتي و تركتها
واحد"*
4 - الدروس المستفادة
الثقة بالله أولا و اخيرا و الايمان الا شيء يحدث في ملكوت الله الا بإذنه جدا وعلا
النظر للأمر من زوايا مختلفه فعندما استكبرت مصيبتي و اعتقدت اني اكثر من يعاني انتابني الخوف و القلق الي ان رايت ما هو اعظم مني فحمدت الله علي ما اعطاني و شعرت اني افضل من غيري
مشاورة اهل العلم و الخبرة في نقطة التردد او عدم القدرة علي اتخاذ القرار لانه ربما جاءت العاطفة بنتيجة عكسية
عدم السماع كثيرا لمن هم ليسوا من اهل العلم
5. **الخاتمة**:
الحمدلله الذي رزقنا و اياكم العافية الحمد لله الذي بشرنا بأن بعد العسر يسر فقد جاءت السعاده بعد ان اشتد العناء - احب قبل ان انهي حديثي ان ألفت النظر اننا كنا بأحد المستشفيات الحكومية و كان هناك من يشكك في قدرة الأطباء هناك و طبيعة الخدمات ممن كلموها تليفونيا لكن بكل صدق الجميع بذل كل ما في وسعه حتي الممرضات يتعاملن بابتسامة مريحة كتب الله للجميع السلامة والصحة و العافيه فهي الكنز الحقيقي
0 تعليقات