العدوي المجتمعية
العدوي المجتمعية او الاجتماعية ، انتشار الافكار بين الناس أ سبابها و خطورتها دعنى اشرح لك ماذا يحدث ؟؟
العدوي المجتمعية أو الاجتماعية
هي ببساطة تشبه العدوي في الطب فعندما يصاب شخص بمرض معدي يمكن من خلال بعض السلوكيات ان ينقله لغيره سواء بقصد أو بدون قصد تحدث العدوي،، كذلك الحال في العدوي المجتمعية فيمكن القول بأتها هي انتقال السلوكيات بين الأفراد لا اراديا اي بدون قصد في منطقة سكنيه معينه الي حد يجعلنا نري نسخ متكرره من الناس في السلوك و الطباع و الافكار و غيرها
دعني أوضح لك ببعض الامثله التي توضح معني العدوي الاجتماعية أو المجتمعية و هي كثيره
مثلا انتشار موضة الملابس المقطعه بين الشعوب نجدها في عدد من المجتمعات تفضيل اغنيه معينه مثلا أو الرغبه في السفر الي مكان معين او جزر بعينها تقليد المشاهير و اللاعبين في التصرفات و قصات الشعر انتشار مطاعم الوجبات السريعه في الشوارع حتي انتقال نوعية برامج المسابقات علي مستوي العالم ،،،،،، وغيرها فكثيرة هي الامثله
لكن تبقي مجموعه من الاسئله تدور في خلدنا جميعا و نحاول ان نجد لها حلا و منها
لماذا تنتشر الافكار السخيفه سريعا ؟لماذا نرفض افكار ثم نقوم بالموافقه عليها او نقبلها هل يمكننا اتخاذ قرار سواء بالرفض او القبول كيف تحولت كثير من القضايا التافه الي ترند و اصبحت قضايا مهمه تشغل بال الكثيرين لدرجة انهم يختلفون مع من ينتقدها و هي بالنهايه أمور لا تهمنا في شيء مثل طلاق فنانه او حبس فنان
ربما تكون الاجابه في أنه لا يمكن للانسان أن يعيش بمفرده في عزله عن الاخرين لا يختلط بهم و لا يكتسب منهم شيء فهو اجتماعي بطبعه و بالتالي تتشكل سلوكياته من خلال الجماعه وفي هذه الحالة تتحول العدوي الي شكل من اشكال الضبط الاجتماعي وهي طريقه لضبط سلوك الناس داخل المجتمع فيكون بيننا سلوكيات مشتركة تعزز من التفاهم و التقارب بين الناس و تنشأ من هنا الاعراف اي ما اتفق عليه الناس انه صواب ولا ننسي دور الاعلام في تلميع بعض الاشياء التي يريد أصحاب القوي سواء السياسيه أو الثقافيه أو الاجتماعيه أن تصل إلينا ، ووسائل التواصل التي أصبحت مهمه جدا عند الكثيرين و تعد بالنسبة لهم مجالا للتسليه و نسيان الواقع أو معرفة أن الجميع يعاني من نفس الواقع فتنتقل الافكار من شخص لاخر و هذه عدوي الي ان تسيطر فكره معينه علي بعض الناس لبعض الوقت
مجالات العدوي السلوكية
1- العدوي الهستيريه و هي شكل قوي من اشكال العدوي العاطفية وهذا يكون عندما تظهر مشكله أو مرض بدني علي مجموعه من الاشخاص و السبب يكون إما نفسي أو اجتماعي ووجدنا ما يشبه ذلك في بدايات انتشار كوفيد 19
2- عدوي ايذاء الذات المتعمدة و أكبر مثال لها حالات الانتحار و خاصة التي تأخذ نفس الطريقه كأن تقوم ببث مباشر أثناء القيام بالفعل .
3- عدوي انتهاك القواعد و الخروج عن المألوف مثلا تدخين المراهقين ينتشر الامر بسهوله بين الاصدقاء
4- عدوي سلوك المستهلك و ذلك نجده في انتشار العادات الاستهلاكية بين الناس والرغبه في الشراء دون التفكير في مقدار الحاجه الي السلعة
5- العدوي الماليه و هي موجوده في أسواق الاسهم و البورصه و ما شابه و يلاحظ في الاضطرابات التي تحدث اثناء التداول ( أعتقد هذه العدوي لا تشغلنا الان 😊)
كما يمكن ملاحظة العدوي في ظاهرة الابراج التي سيطرت علي تفكير العقول اذ عندما تسأل الأشخاص الذين يتابعون الابراج بشغف هل أنتم مقتنعون بكا تقول الابراج ؟ ستكون الاجابه في الغالب (لا) انما هي من باب التسليه و توقع الحظ لكنه في حقيقة الامر تابعها لأنه وجد فلان يتابعها و فلان يتابعها انها العدوي التي لا ترحم
خطورة العدوي الاجتماعية
1- انتشار قيم الحياة المستعارة فأصبحنا لا نشبه أنفسنا أصبحت حياتنا عبارة عن مجموعه من القيم توجهها لنا الفضائيات بنسخ طبق الأصل للجميع ومن هنا بدأت الحياة تفقد جمالها
2- تزداد خطوره العدوي عندما تحول المجتمع الي بيت واحد لا تنوع فيه و لا جديد فبسبب العدوي انتقلت الينا كل أساليب الحياة البعيده عن تفكيرنا فنجد النظرة السافرة التي كرستها المؤسسات السياسية في الوطن العربي علي أننا شعوبا متخلفه لا نقوي علي شيء أصبحنا ننظر الي كل ما ينتجه الغرب علي انه المناسب و الافضل فوجدنا في التقليد و العدوي الملاذ الوحيد لأن نكون شعبا متحضرا فمشينا في طريقها و بالصمت و التسليم كرسناها سلوكا مقبولا في مجتمعنا
أسباب العدوي المجتمعيه
ان المواقف الضاغطة و التي يعيشها معظمنا الان و يرافقها شعور بالقلق من الاسباب الاساسيه التي تؤدي الي انتشار العدوي
أيضا الشعور بالغيرة من الاخرين و غياب الخيار العقلاني في حياتنا و انعدام الرغبه في التمييز و الخوف من نظرة المجتمع الي الشخص الذي يحافظ علي خصوصيه تتوافق مع ذاته و قناعاته .
و النظرة الي الشخص المتفوق علي ان كل ما يصدر عنه هو الامر الامثل و النموذج الذي يجب ان يحتذي به مؤكد هناك عوامل مشتركة للنجاح لكن لكل شخصيه صفاتها و ظروفها و ما يناسبها ولا يناسب غيرها
وسائل الاعلام نتيجة الميزات التي تملكها من ألوان و صور و موسيقي تؤثر في النفس فهي كالمرض المعدي تنتقل من فرد لاخر لكن بابتسامه، بتعليق ، بانتقاد ، بنظره ، بكلمة ، بتصرف معين فتكون مع استمرار تطبيقها امور عاديه عند الناس لا يفكرون ان كانت تناسب شخصيتهم ام لا ،
اتمني للجميع حياه حقيقية غير مستعاره يعيشون فيها كما هم بما يحقق لهم السعاده
.
2 تعليقات
احسنتي الطرح وبسط الكلام وايجاز المعاني و كلماتك لمست الموضوع فوصفته واشارتك وسمته دوما كما تعودنا اختيار جيد ونتعلم من مدوناتك دوما
ردحذفتحياتي
شكرا جزيلا لأخي الكريم علي حضوره الرائع و متابعته المستمره و تشجيعه منقطع النظير بارك الله فيك وجزاك كل الخير 🌹🌹
حذف